هذا البيت بيتي هذا البيت بيتي أقيم بهذا البيت منذ شهر نوفمبر رفقة صوفي، ناوومي وجينين، صوفي وناوومي فتاتان استراليتان، أما جينين فهي كندية، كلنا جئنا إلى سيينا لتعلم اللغة الإيطالية. يقال إن فصل الشتاء هاته السنة شديد البرودة. تجهيزات التدفئة داخل البيت تنسينا أننا في موسم البرد. وحدها زجاجات النوافذ المضببة تذكرنا أحيانا بذلك. حينما تشتد وطأة البرد في سيينا نسرع الخطى للعودة من المدرسة ونلتزم البيت. نتحلق حول طاولة المطبخ لساعات طوال. نتحدث عن كثير من أمورنا الشخصية، عن بعض أصدقائنا ومعارفنا وعن ما صادفناه من وجود في حياتنا، يلتحق بنا أحيانا جوفاني، فتدب في الجلسة حيوية إضافية. جوفاني شاب إيطالي يسكن غير بعيد منا، ينشط أجواء الضحك وينازلنا في ألعاب الورق والشطرنج. هو أيضا عازف قيثارة ماهر خصوصا عندما يصل مفعول النبيذ إلى رأسه. يشرب غالبا رفقة جينين. ناوومي أيضا شربت في المرة الماضية إلى حد الثمالة. لعبت الخمرة برأسها ، صارت تتحدث بتثاقل وبطء وكادت أن تسقط من أعلى الدرج حينما كانت تودع بعض الأصدقاء. أما أنا فظروفي لا تسمح لي بملامسة أي مشروب من هذا النوع. عزف لنا جوفاني مقطوعة من أغنية لابامبا وأصرت ناوومي وجنيني على أن أغني. أعرف أن صوتي خشن لا يصلح لشيء من ذلك. سيتهاطل المطر إن أنا حاولت الغناء. جوفاني يتكلم لغة جميلة وأنيقة. يقال إن أهل توسكانا هم أفضل من ينطق الإيطالية. كلما استرسل في الحديث إلا وحاولت تتبع ما يستعمله من ألفاظ وتعابير . أن أتعلم الإيطالية فذاك هو ما أتيت من أجله. جوفاني مستعد دائما لتكرار وإعادة ما نطلبه من كلمات، كما لا يتردد في توضيح بعض مسائل النحو والصرف. هو أيضا لطيف وكريم، ربما بسبب الحسناء جينين. يكدسنا خلال أيام العطل والآحاد في سيارته الصغيرة ويذهب بنا لزيارة المناطق المجاورة: طلموني، أباديا دي سان سالفاتوري، سان جيمينيانو... ناوومي وصوفي تزدادان أيضا رقة وطيبوبة مع مرور الأيام ، تتخلصان من ذاتية الغرب وفردانيته. أجواء ودية تسود في هذا البيت. لقد ألفت وجوه أهله واستأنست بألوان جدرانه وأبوابه. وكل أشيائه الكبيرة والصغيرة. كأني أقمت هنا منذ وقت طويل. إن هذا البيت بيتي. سيينا في : 16.01.1999

Теги других блогов: الصداقة سيينا الإيطالية